كيف نقيم البشر؟؟؟

كيف نقيم البشر؟؟؟

سؤال يحيروني حدثتُ به نفسي ومن حولي ولكن تفاوتت الإجابة من شخص لأخر رأيتُ أن في مجملها نظرة سطحية زائفة نظرة تقيس الناس بما يملكون من المال والجاه والسلطان وبكثرة الزوجات و الأولاد و الخدم والحشم وتلك المرأة تقاس بجمالها ورشاقتها و بما تحملهُ في عُنقها من الذهب والمجوهرات التي أثقلت كتفيها وتعجزُ عن حملهِ يديها ...

ولكنهم أهملوا جانباً مهماً في ذلك الإنسان ( عقلهُ ) الذي لو نظروا له نظرة واحدة ( نظرة تأمل بدل التذمر ) لشاهدوا العجائب ....

عجباً لحالنا ننظر للقشور و تغرينا المظاهر فذلك الذي ملك المال سوف يزول ماله في يوم من الأيام , وتلك التي ملكت الجمال سوف تغدو عجوزاً وتظهر عليها علامات الزمان , كلها قشور سوف تزول مع مرة رياح باردة وهنا خطر في بالي سؤال ( هل نتلذذ بالفاكهة عندما نأكل قشورها , أما نتلذذ بطعمها عندما نأكل محتواها ؟ ) وهنا أقصد بسؤالي هل نحكم على الناس من مظهرهم الخارجي ؟ و نحن لا نعرف ما يخبئون في صدروهم....


من يستطيع أن يقيم البشر ؟


هل هو كبير السن الذي عايش الواقع وجرب الحياة بحلوها ومرها ؟ , أما إنسان متعلم لم يعايش الحياة ولم يعرف سوى كلام الكتب ؟ إما ذلك الإنسان البسيط بتعليمه المحدود وتجاربه القليلة ؟ و هل وصلنا نحن لدرجة الكمال والمثالية لنطلق الأحكام على الناس ؟


من وجهة نظري تخضع معاييرنا لتقيم البشر إلى عدة عوامل مهمة :


v عامل الدين هو أهم عامل لابد أن نضعه أمام أعيوننا لأن به يكون الأساس الحقيقي للمفاضلة بين البشر قال سبحانه وتعالى : ] يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير [ [الحجرات آية 13 ] فالله سبحانه وتعالى فضلنا على بعض بمقدار ما نحمله في صدورنا من التقوى والإيمان لا بما نملكه بأيدينا من المال والجاه والسلطان ...


v عامل الأخلاق لا يمكن تجاهله أبداً , فكلما كان الشخص الذي أمامك يتصف بحسن الخلق ودماثة الطبع كان أقرب إلى نفسك من غيره ...


v عامل العمر عامل مهم أيضاً فما كان يُعجبنا في الصغر أصبحنا ننتقدهُ في الكبر فالإنسان كلما كبر في العمر كان أقدر على تفهم الأمور وتقبل الحقائق والتفكير بواقعية أكثر و أتزان ...


v عامل البيئة فبيئة القرية بطبعها منغلقة فهم يضعونك تحت المجهر بحكم التقارب الكبير بين أفرادها و ينظرون لك نظرتين لا ثالث لهما الأولى نظرة الاحترام والإعجاب بما تفعل , والثانية النظرة الدونية لأي خطأ تقع فيه مهما كان حجمه , ولا يوجد حالة وسط بينهما ,بينما ترى في المدينة الأمور أكثر بساطة وأهل المدينة بطبعهم أقل نقد فهم ينظرون لك بنفس النظرات السابقة ولكن بأقل حدة و يزيدون بنظرة ثالثة نظرة عدم المبالاة بما تفعل وهي الأكثر و خصوصا إذا كانت أخطائك لا تتسبب لهم بأذى مباشر ...


v المستوى التعليمي هو عامل مهم ولكن ليس مقياساً حقيقياً فالمتعلم نوعان : نوعٌ يحسن التفكير ويستفيد مما تعلمه ليخدم غيره , ونوعٌ يتعلم ليكون سيفاً على رؤوس غيره .


v العادات والتقاليد وهذا عامل نقيس به دائماً , يخضع غالباً لأهوائنا , عامل لا يتغير بتغير الزمان مهما تعالت الأصوات ضده ...


دعونا ننزع القناع و نرى بمرآة الواقع ونفكر جيداً قبل أن نصدر الأحكام على البشر فنحن منهم ونعيش بينهم وعلينا أن نفكر بالمحتوى لا بالشكليات ولا ننسى أن ننظر لأنفسنا قبل أن ننظر لغيرنا ولا نجعل من غضبنا وحقدنا سبباً لنظلم البشر ولا نعلق أخطائنا على شماعة الزمان بحكم تغيره فزماننا لم يتغير أنما نحن من تغير ...

قال الأمام الشافعي :

نعيب زماننا والعيب فينا

ومال زماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب

ولو نطق الزمان لهجانا

وليس الذئب يأكل لحم بعض

ويأكل بعضنا بعض عيانا

موضوع حلو ومشكور

تسلم يا أبو علي موضوع جميل ورائع ،،
تقبل مروري ،،

يـعـطـيك العــــافية
موضوع مميز ورائع
نتطلع للمزيد
تقبل مروري