- قرقورعضو مميز
- عدد المساهمات : 140
نقاط السمعه : 5701
النقاط : 0
تاريخ التسجيل : 14/04/2010
العمر : 31
الموقع : الخميس النخيل
تاريخ قبيلة شريف منذوعام 532 هجري
الإثنين سبتمبر 13, 2010 6:12 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتI
وماجورين والسلامة ....
اليك عزيزي المتصفح بعض من المصادر التي ذكرت فيها قبيلة شريف قحطان تاريخيا :
فأتمنى أن تفيد وتشبع كل باحث أو متصفح يرغب في المعرفة الشاملة /
أ- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 للهجرة.
يعتبر هذا الكتاب من الصادر المهمة التي تحدثت عن الحرجة من الناحيتين الجغرافية والتاريخية ولذلك قد فضلنا إيراده ضمن المصادر التاريخية هنا .
يقول سليمان بن يحيى الثقفي مؤلف السيرة أن بني الحارث عصوا على الإمام وقتلوا خمس عشرة رجلا من خولان فاستنهض الإمام أحمد بن سليمان خولان فلم ينصره فتقدم يريد بني وادعة وبني شريف وبني سنحان فنصروه على بني الحارث إلى قوله([1]): (( وسألهم النهوض معه إلى نجران لحرب هشام فأجابوه إلى ذلك وبايعوه . وتقدموا معه إلى سنحان وبنو شريف فقابلهم وسألهم النصرة فأجابوه )).
وكذلك نجد نص آخر في نفـس السيرة وهـو نـص بغـاية الأهمية من حيث ورود بعض أسماء قبائل شريف وتفرعا تها الحـــالية والتي لاتـــزال في إلى يومنا هذا([2]) : (( … وأمر هشام إلى بني شريف رجلاُ من بني هاجر من بني شريف وأعطاه دنانيرا وثيابا يجعلها لمشايخ بني شريف فدخل سوق راحة وفرق كتبا من هشام ودنانير وثيابا على مشايخهم فكسرهم بذلك وعزموا على التخلف , وكان شيخ من بنــي شـــــريف يقال لـه سليمان بن الجهم قد أعطـي شيئا وكتـب إليــه هشـــام واستنفع به فـظل في السوق يكسرعلى الـناس ويصرح بالــــكلام مع بني شريف إنا لسنا بخـارجين إلى هشـام , وكـان له في ذلك اجـتهاد عظـيم فـقابله الإمـام … وقـال لـه قـد بلغني ما فـعلته الـيوم وإذا لـم تصـلح فـلا تغـير فقـــال : إن بني شريف لاتطـيعني فراح الإمام إلـى عم لـهذا الرجل يقال له سعيد فبات عنده , فلما كان نصف الليل سمع هاتـــفا يصرخ ببني واس فأجـابوه إلى مـجمع لهم وباتـوا هنالك آخـر ليلتهم … وعـزم على النهوض مع الإمام …والخروج معه وســائر بني واس كلهم . فلما قامت بنوشريف (وبنو) واس قامت بنو أوس وسائر بني شريف … ))
ونجد الإمام أحمد بن سليمان يمتدح بني شريف وسنحان شعرا بقوله
في إحدى قصائده ([3]) :
وان بني شريف آل صبر = وسنحان لهم منن جسام
ويذكر الثقفي عند المخرج إلى غــيل جلاجل وما جرى به حيث نهض الإمام أحمد بن سليمان إلى الشـــام([4]), فوصل بلاد وادعة وبلا بني شريف وبلاد سنحان ولقي بعض القبائل في يعـوض وهو وادي من أودية الحرجة ساكنيه بنــو شريف, فـنهضوا معـه ومنهم رجلا من اخلص أصحابه يسمى المبارك بن يحيى الأوسي ا لشريفي ([5]).
ومما قال في السيرة ([6]): (( … وكان في القتــلى غلام شاب من بني شريف من بني أوس (بنيوس ) يقال له دهمش بن جميل , وكــان نجــيبا كريما شجاعا…فتعب عليه اهله واغتموا غما عظيما )) .
وقد أسعفنا هذا المصدر بأحد شعراء بني شريف سكان الحرجة اليوم وهو الحسن بن علي الشريفي والذي قال شعراء بعد الأخذ بثار دهمش بن جميل الأوسي الشريفي ومنه ([7])([8] :::
الا لا ابالــي بعد يــوم حضرته = على رهوات اقو والخيل شرع
تهاوت علينا فانثنينا عليهم = كابرد لايضحى ولاهو يشبع
ونادى المنادي يال جنب فاقبلوا= كسيل حثيث في مثانيه تطلع
قيليت عينا للشريفي دهمشا = بدت راس نثو ولاباطيل تصرع
فينظر ما يشقي الفؤاد من العدا = منازلهم هدما والاعناب تقطع
ب- سيرة الأميرين الجليلين الشريفين الفاضلين : القاسمومحمد ابني جعفر ابن الإمام القاسم بن علي العياني.
قال الربعي([9])عند ذكره العودة إلى ترج : (( ... وعرض على الشريف الإقامة في بلده فكره ذلك الشريف وعزم على المصير ( هكذا ) إلى ترج من بلد خثعم فصحبنا حتى أوصلنا بلد وادعة فسألهم الصحابة فانغموا بذلك واجزنا ببلاد سنحان معنا رجل سنحاني قد استصحبه لنا الوادعيون وكنا خوفاً من سنحان لأنها أصل الدعوة والأصل فيها الشواحط فسرينا بلدهم ليلاً حتى أصبحنا في الراحة من بلد بني شُرَيف فلبثنا بها زهاء ، ثمانية أيام فطمعنا فيها بالمقام وإذا فيها لبني الصليحي المحاب وأهل العهد فاستوحش الشريف لذلك فسألهم الصحابة إلى الأخرق الجنبي ففعلوا حتى ( أوصلونا إليه ) )) .
نقول : لا يخلو هذا الكتاب بمجمله من إرهاصات جيدة ، تتطرق بلمحات سريعة للمنطقة وما دار فيها من أحداث خلال القرن الخامس الهجري ، ومن الملاحظ من خلال النص أن المنطقة كانت تعيش في ذلك الوقت ، فترة اضطراب أمني واضح ، يتبين ذلك من خلال وضوح سيطرة القبائل على المنطقة ، وطلب الصحابة التي تُطلب من قبائل المنطقة لإنعدام الأمن .
وقد برع المؤلف في وصف رحلته مع الشريف ،وما اعتراهما من الخوف والذعر في زمن عاشت فيه المنطقة في ربكة أمنية ،سببتها دعوة الصليحيين التي يبدو أنها وصلت المنطقة ، ولقي دعاتها ترحيباً في بداية الأمر إلا أنه لم يلبث الأهالي حتى ثاروا على هذا الدعوة وطردوا دعاتها .
أما ما نريد إيضاحه من خلال النص السابق فهو ما يلي :
1- أن الأحداث والوقائع التي وردت في النص كانت ابتداءً من عام 461 للهجرة ، أي خلال القرن الخامس الهجري .
2- أن قبائل المنطقة كانت تعيش في حالة فلتان ، أمني يتضح ذلك من خلال وجود دعاه ومعاهدين لـ ( آل الصليحي ) .
3- ورود أسماء عدد من قبائل المنطقة في النص ، كوادعة وسنحان وشُرَيف ، والأخرق الجنبي أحد قبائل جنب ، ثم إن هذه الأسماء وردت بحسب التسلسل المكاني المعاصر ، فوادعة تقع جنوباً ، ثم يليها إلى الشمال سنحان ، ثم يلي سنحان شمالاً بني شُرَيف .
4- مكث الشريف ، وصاحبه مؤلف الكتاب في راحة بني شُرَيف ثمانية أيام ، وطاب له المقام بها ، وهذا يدل على وجود حضارة قديمة في منطقة الحرجة .
5- راحة بني شُرَيف ، و تقع اليوم ضمن مركز الحرجة ،وإن كنت لا استبعد أن راحة بني شُرَيف قد تكون هي الحرجة المعروفة اليوم ، أو أن الحرجة إحدى ضواحي راحة بني شُرَيف ، أو أن الحرجة قد قامت على أنقاض راحة بني شُرَيف المشهورة تاريخياً .
ب- غاية الأماني في أخبار القطر اليماني .
ورد في هذا الكتاب ([10]) عند الحديث عن أحداث عام 611 ما نصه:
(( وفي شهر الحجة من هذه السنة وصل الخبر بقدوم الملك المسعود بن الملك الكامل الأيوبي من الديار المصرية ... عاملاً من قبل أبيه قيل سبب خروج المسعود إلى اليمن كتاب بن النساخ المطرفي المقدم ذكره إلى خليفة بغداد ، فإنه أمر صاحب مصر بالتجهيز إلى اليمن على لئام الزمان ,والله أعلم . وهو ( الملك المسعود يومئذ حديث السن في حد البلوغ ، وأتابكة جمال الدين فليت ، فوافى مكة في عساكر كثيرة وابهة كبيرة . ولقاه الشريف قتادة بن أدريس ، فخلع عليه مسعود وقابله بالإكرام والجود ، ولما وصل راحة بني شُرَيف ، لقاه الأمير المؤيد بن القاسم ، فأحسن إليه المسعود كما فعل بأمير مكة )) .
نقول : من النص السابق تتضح لنا أمور مهمة منها :
1- ورود اسم راحة بني شُرَيف واقترانه بمكة ، يعني وجود حضارة ذات طابع متقدم في راحة بني شُرَيف ، كما هو الأمر في مكة في ذلك الوقت .
2- بروز اسم راحة بني شُرَيف كمحطة مهمة حرص الملك المسعود على الوقوف بها ، وأخذ ولاء أميرها ، وإجزال العطاء له .
3- ارتباط راحة بني شُرَيف بالخلافة في بغداد عن طريق مكة ، التي ترتبط بمصر، ومصر بدورها ترتبط بالخلافة البغدادية ، وهذا الأمر فيه نوع من التقسيم الإداري للمناطق التابعة للخلافة العباسية في ذلك الوقت .
4- عرفنا من النص السابق اسم أمير راحة بني شُرَيف، وهو المؤيد بن القاسم وهذا يعني ، وجود حضارة متقدمة في المنطقة عموماً ، وفي راحة بني شُرَيف خصوصاً ، وتمثلها اليوم مدينة الحرجة ، التي تعتبر من أهم المدن في محافظة عسير .
ج- العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية :
ورد في الكتاب ([11]) العديد من النصوص التي تدل على أهمية راحة بني شُرَيف والتي تمثلها اليوم الحرجة .
قال الخزرجي في أحداث عام 614 : (( واستنصر بقوم من عنزة وبني شُرَيف فأعانوه بنحو ثلاثمائة فارس ، فتوجه بهم إلى صعدة ، فوجد الأشراف الحميريين قد دخلوها )) .
نقول : يتبين لنا مما سبق أن قبيلة بني شُرَيف قد لعبت دوراً بارزاً ، من الناحية السياسية ، فقد أعانت بني رسول بعدد كبير من الفرسان ؛ لاسترداد صعدة ، وقد يتبادر إلى الذهن أيضاً من خلال النص السابق أن بني شُرَيف في راحة قد وصل بهم التقدم الحضاري إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى ، عن طريق إرسال الجيوش ، ولا ندري أهي جيوش نظامية ؟أم غير نظامية ؟
ونص آخر ([12])ورد في نفس الكتاب : (( وفي سنة خمس وتسعين وست مئة سارت العساكر الأشرفية من الراحة إلى الجوة إلى كثيب القشيب )).
مما سبق يتضح للقارئ الكريم ، أن راحة بني شُرَيف كانت منطلقاً للعساكر في الدولة الأشرفية الرسولية ، إذ فيما يبدو أن راحة بني شُرَيف كانت إحدى القواعد العسكرية المهمة للدولة الرسولية ، فقد كان انطلاق العساكر من راحة بني شُرَيف إلى الجوة إلى كثيب القشيب ، وراحة والجوة معروفتان ، ولا تزالان موجودتان إلى يومنا الحاضر ضمن بلاد قحطان ([13]).
ومما ورد من النصوص ([14])أيضاً في هذا الكتاب :
(( في هذه السنة وقع في اليمن مطر عظيم فيه برد كبار ، وقعت في بلدان متفرقة ، منها بردة وقعت بالقرب من راحة بني شُرَيف كالجبل الصغير ، يدور حولها عشرون رجلاً لا يرى بعضهم بعضاً ))
وقد ورد هذا النص ضمن أحداث عام 695 للهجرة ، وقد تجلت في هذا النص قدرة الله -سبحانه وتعالى- ، وربما تكون هذه البردة التي نزلت بالقرب من راحة بني شُرَيف حديث الناس في ذلك الوقت ، فسبحان الله العلي العظيم .
د- الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد.
ورد في هذا الكتاب([15]) ضمن أخبار عام 695 للهجرة: (( وفي السنة المذكورة ، أعني سنة خمس وتسعون وقع في اليمن مطر عظيم عام ، وكان برد عظيم قتل عدة أغنام ونزلت بردة عظيمة كالجبل الصغير ، لها شرفات تزيد كل واحدة منها على ذراع ، فوقعت في مفازة بيت بلد سيحان والراحة ، فغاب في الأرض أكثرها وبقى بعضها ظاهراً على الأرض فكان يدول حولها عشرون رجلاً لا يرى بعضهم بعضاً )) .
هذا النص يعضد النص السابق الذي يتحدث عن نزول بردة عظيمة في راحة بني شُرَيف ، أي في مركز الحرجة الحالي ، ويبدو أنها وقعت في مفازة بين بلد سنحان وراحة بني شُرَيف ؛ لأن كلمة سيحان الواردة في النص تصحيف لكلمة سنحان التي تمثل إحدى قبائل قحطان الحالية ، وتقع بلادهم إلى الجنوب من مركز الحرجة .
* المصادر والمراجع :
([1])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 119 و120.
([2])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 121و 122.
([3])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 123.
([4])- المقصود هنا بالشام جهة الشمال حيث أن بلاد شريف وبني سنحان تقع إلى الشمال اليمن .
([5])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 194 و195.
([6])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 196 إلى 201 .
([7])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 200 .
([8])- سنورد هنا بعض معاني القصيدة ليتضح معناها , الرهوة : المكان المتسع البارز , القو : اسم موضع ببلد وادعة همدان (ظهرا الجنوب ) , نثو : اسم جبل ببلد وادعة , كأ برد : الأبرد هو النمر لا يضحى ولا يشبع أي كثير الهجوم على الفرائس وكثير الأكل منها وهي كنايه عن قتل عدد كبير من الأعداء .
([9])- الربعي مفرح بن أحمد ، سيرة الأميرين الجليلين الشريفين الفاضلين القاسم ومحمد ابني جعفر بن الإمام القاسم بن علي العياني – نص تاريخي يمني من القرن الخامس الهجري ، ص 121 .
([10])- بن القاسم يحي من الحسن ، غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ، ص 403 .
([11])- الخزرجي ، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ، ص 407 .
([12])- نفس المصدر ، ص 240 .
([13])- نفس المصدر ، ص 240 .
([14])- المصدرالسابق ، ص 694 .
([15])- الزبيدي عبد الرحمن بن علي بن محمد ، الفضل المزيد على بغية المستفيد أخبار زبيد ص 93 .
ارجو التثبية
والردود
وماجورين والسلامة ....
اليك عزيزي المتصفح بعض من المصادر التي ذكرت فيها قبيلة شريف قحطان تاريخيا :
فأتمنى أن تفيد وتشبع كل باحث أو متصفح يرغب في المعرفة الشاملة /
أ- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 للهجرة.
يعتبر هذا الكتاب من الصادر المهمة التي تحدثت عن الحرجة من الناحيتين الجغرافية والتاريخية ولذلك قد فضلنا إيراده ضمن المصادر التاريخية هنا .
يقول سليمان بن يحيى الثقفي مؤلف السيرة أن بني الحارث عصوا على الإمام وقتلوا خمس عشرة رجلا من خولان فاستنهض الإمام أحمد بن سليمان خولان فلم ينصره فتقدم يريد بني وادعة وبني شريف وبني سنحان فنصروه على بني الحارث إلى قوله([1]): (( وسألهم النهوض معه إلى نجران لحرب هشام فأجابوه إلى ذلك وبايعوه . وتقدموا معه إلى سنحان وبنو شريف فقابلهم وسألهم النصرة فأجابوه )).
وكذلك نجد نص آخر في نفـس السيرة وهـو نـص بغـاية الأهمية من حيث ورود بعض أسماء قبائل شريف وتفرعا تها الحـــالية والتي لاتـــزال في إلى يومنا هذا([2]) : (( … وأمر هشام إلى بني شريف رجلاُ من بني هاجر من بني شريف وأعطاه دنانيرا وثيابا يجعلها لمشايخ بني شريف فدخل سوق راحة وفرق كتبا من هشام ودنانير وثيابا على مشايخهم فكسرهم بذلك وعزموا على التخلف , وكان شيخ من بنــي شـــــريف يقال لـه سليمان بن الجهم قد أعطـي شيئا وكتـب إليــه هشـــام واستنفع به فـظل في السوق يكسرعلى الـناس ويصرح بالــــكلام مع بني شريف إنا لسنا بخـارجين إلى هشـام , وكـان له في ذلك اجـتهاد عظـيم فـقابله الإمـام … وقـال لـه قـد بلغني ما فـعلته الـيوم وإذا لـم تصـلح فـلا تغـير فقـــال : إن بني شريف لاتطـيعني فراح الإمام إلـى عم لـهذا الرجل يقال له سعيد فبات عنده , فلما كان نصف الليل سمع هاتـــفا يصرخ ببني واس فأجـابوه إلى مـجمع لهم وباتـوا هنالك آخـر ليلتهم … وعـزم على النهوض مع الإمام …والخروج معه وســائر بني واس كلهم . فلما قامت بنوشريف (وبنو) واس قامت بنو أوس وسائر بني شريف … ))
ونجد الإمام أحمد بن سليمان يمتدح بني شريف وسنحان شعرا بقوله
في إحدى قصائده ([3]) :
وان بني شريف آل صبر = وسنحان لهم منن جسام
ويذكر الثقفي عند المخرج إلى غــيل جلاجل وما جرى به حيث نهض الإمام أحمد بن سليمان إلى الشـــام([4]), فوصل بلاد وادعة وبلا بني شريف وبلاد سنحان ولقي بعض القبائل في يعـوض وهو وادي من أودية الحرجة ساكنيه بنــو شريف, فـنهضوا معـه ومنهم رجلا من اخلص أصحابه يسمى المبارك بن يحيى الأوسي ا لشريفي ([5]).
ومما قال في السيرة ([6]): (( … وكان في القتــلى غلام شاب من بني شريف من بني أوس (بنيوس ) يقال له دهمش بن جميل , وكــان نجــيبا كريما شجاعا…فتعب عليه اهله واغتموا غما عظيما )) .
وقد أسعفنا هذا المصدر بأحد شعراء بني شريف سكان الحرجة اليوم وهو الحسن بن علي الشريفي والذي قال شعراء بعد الأخذ بثار دهمش بن جميل الأوسي الشريفي ومنه ([7])([8] :::
الا لا ابالــي بعد يــوم حضرته = على رهوات اقو والخيل شرع
تهاوت علينا فانثنينا عليهم = كابرد لايضحى ولاهو يشبع
ونادى المنادي يال جنب فاقبلوا= كسيل حثيث في مثانيه تطلع
قيليت عينا للشريفي دهمشا = بدت راس نثو ولاباطيل تصرع
فينظر ما يشقي الفؤاد من العدا = منازلهم هدما والاعناب تقطع
ب- سيرة الأميرين الجليلين الشريفين الفاضلين : القاسمومحمد ابني جعفر ابن الإمام القاسم بن علي العياني.
قال الربعي([9])عند ذكره العودة إلى ترج : (( ... وعرض على الشريف الإقامة في بلده فكره ذلك الشريف وعزم على المصير ( هكذا ) إلى ترج من بلد خثعم فصحبنا حتى أوصلنا بلد وادعة فسألهم الصحابة فانغموا بذلك واجزنا ببلاد سنحان معنا رجل سنحاني قد استصحبه لنا الوادعيون وكنا خوفاً من سنحان لأنها أصل الدعوة والأصل فيها الشواحط فسرينا بلدهم ليلاً حتى أصبحنا في الراحة من بلد بني شُرَيف فلبثنا بها زهاء ، ثمانية أيام فطمعنا فيها بالمقام وإذا فيها لبني الصليحي المحاب وأهل العهد فاستوحش الشريف لذلك فسألهم الصحابة إلى الأخرق الجنبي ففعلوا حتى ( أوصلونا إليه ) )) .
نقول : لا يخلو هذا الكتاب بمجمله من إرهاصات جيدة ، تتطرق بلمحات سريعة للمنطقة وما دار فيها من أحداث خلال القرن الخامس الهجري ، ومن الملاحظ من خلال النص أن المنطقة كانت تعيش في ذلك الوقت ، فترة اضطراب أمني واضح ، يتبين ذلك من خلال وضوح سيطرة القبائل على المنطقة ، وطلب الصحابة التي تُطلب من قبائل المنطقة لإنعدام الأمن .
وقد برع المؤلف في وصف رحلته مع الشريف ،وما اعتراهما من الخوف والذعر في زمن عاشت فيه المنطقة في ربكة أمنية ،سببتها دعوة الصليحيين التي يبدو أنها وصلت المنطقة ، ولقي دعاتها ترحيباً في بداية الأمر إلا أنه لم يلبث الأهالي حتى ثاروا على هذا الدعوة وطردوا دعاتها .
أما ما نريد إيضاحه من خلال النص السابق فهو ما يلي :
1- أن الأحداث والوقائع التي وردت في النص كانت ابتداءً من عام 461 للهجرة ، أي خلال القرن الخامس الهجري .
2- أن قبائل المنطقة كانت تعيش في حالة فلتان ، أمني يتضح ذلك من خلال وجود دعاه ومعاهدين لـ ( آل الصليحي ) .
3- ورود أسماء عدد من قبائل المنطقة في النص ، كوادعة وسنحان وشُرَيف ، والأخرق الجنبي أحد قبائل جنب ، ثم إن هذه الأسماء وردت بحسب التسلسل المكاني المعاصر ، فوادعة تقع جنوباً ، ثم يليها إلى الشمال سنحان ، ثم يلي سنحان شمالاً بني شُرَيف .
4- مكث الشريف ، وصاحبه مؤلف الكتاب في راحة بني شُرَيف ثمانية أيام ، وطاب له المقام بها ، وهذا يدل على وجود حضارة قديمة في منطقة الحرجة .
5- راحة بني شُرَيف ، و تقع اليوم ضمن مركز الحرجة ،وإن كنت لا استبعد أن راحة بني شُرَيف قد تكون هي الحرجة المعروفة اليوم ، أو أن الحرجة إحدى ضواحي راحة بني شُرَيف ، أو أن الحرجة قد قامت على أنقاض راحة بني شُرَيف المشهورة تاريخياً .
ب- غاية الأماني في أخبار القطر اليماني .
ورد في هذا الكتاب ([10]) عند الحديث عن أحداث عام 611 ما نصه:
(( وفي شهر الحجة من هذه السنة وصل الخبر بقدوم الملك المسعود بن الملك الكامل الأيوبي من الديار المصرية ... عاملاً من قبل أبيه قيل سبب خروج المسعود إلى اليمن كتاب بن النساخ المطرفي المقدم ذكره إلى خليفة بغداد ، فإنه أمر صاحب مصر بالتجهيز إلى اليمن على لئام الزمان ,والله أعلم . وهو ( الملك المسعود يومئذ حديث السن في حد البلوغ ، وأتابكة جمال الدين فليت ، فوافى مكة في عساكر كثيرة وابهة كبيرة . ولقاه الشريف قتادة بن أدريس ، فخلع عليه مسعود وقابله بالإكرام والجود ، ولما وصل راحة بني شُرَيف ، لقاه الأمير المؤيد بن القاسم ، فأحسن إليه المسعود كما فعل بأمير مكة )) .
نقول : من النص السابق تتضح لنا أمور مهمة منها :
1- ورود اسم راحة بني شُرَيف واقترانه بمكة ، يعني وجود حضارة ذات طابع متقدم في راحة بني شُرَيف ، كما هو الأمر في مكة في ذلك الوقت .
2- بروز اسم راحة بني شُرَيف كمحطة مهمة حرص الملك المسعود على الوقوف بها ، وأخذ ولاء أميرها ، وإجزال العطاء له .
3- ارتباط راحة بني شُرَيف بالخلافة في بغداد عن طريق مكة ، التي ترتبط بمصر، ومصر بدورها ترتبط بالخلافة البغدادية ، وهذا الأمر فيه نوع من التقسيم الإداري للمناطق التابعة للخلافة العباسية في ذلك الوقت .
4- عرفنا من النص السابق اسم أمير راحة بني شُرَيف، وهو المؤيد بن القاسم وهذا يعني ، وجود حضارة متقدمة في المنطقة عموماً ، وفي راحة بني شُرَيف خصوصاً ، وتمثلها اليوم مدينة الحرجة ، التي تعتبر من أهم المدن في محافظة عسير .
ج- العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية :
ورد في الكتاب ([11]) العديد من النصوص التي تدل على أهمية راحة بني شُرَيف والتي تمثلها اليوم الحرجة .
قال الخزرجي في أحداث عام 614 : (( واستنصر بقوم من عنزة وبني شُرَيف فأعانوه بنحو ثلاثمائة فارس ، فتوجه بهم إلى صعدة ، فوجد الأشراف الحميريين قد دخلوها )) .
نقول : يتبين لنا مما سبق أن قبيلة بني شُرَيف قد لعبت دوراً بارزاً ، من الناحية السياسية ، فقد أعانت بني رسول بعدد كبير من الفرسان ؛ لاسترداد صعدة ، وقد يتبادر إلى الذهن أيضاً من خلال النص السابق أن بني شُرَيف في راحة قد وصل بهم التقدم الحضاري إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى ، عن طريق إرسال الجيوش ، ولا ندري أهي جيوش نظامية ؟أم غير نظامية ؟
ونص آخر ([12])ورد في نفس الكتاب : (( وفي سنة خمس وتسعين وست مئة سارت العساكر الأشرفية من الراحة إلى الجوة إلى كثيب القشيب )).
مما سبق يتضح للقارئ الكريم ، أن راحة بني شُرَيف كانت منطلقاً للعساكر في الدولة الأشرفية الرسولية ، إذ فيما يبدو أن راحة بني شُرَيف كانت إحدى القواعد العسكرية المهمة للدولة الرسولية ، فقد كان انطلاق العساكر من راحة بني شُرَيف إلى الجوة إلى كثيب القشيب ، وراحة والجوة معروفتان ، ولا تزالان موجودتان إلى يومنا الحاضر ضمن بلاد قحطان ([13]).
ومما ورد من النصوص ([14])أيضاً في هذا الكتاب :
(( في هذه السنة وقع في اليمن مطر عظيم فيه برد كبار ، وقعت في بلدان متفرقة ، منها بردة وقعت بالقرب من راحة بني شُرَيف كالجبل الصغير ، يدور حولها عشرون رجلاً لا يرى بعضهم بعضاً ))
وقد ورد هذا النص ضمن أحداث عام 695 للهجرة ، وقد تجلت في هذا النص قدرة الله -سبحانه وتعالى- ، وربما تكون هذه البردة التي نزلت بالقرب من راحة بني شُرَيف حديث الناس في ذلك الوقت ، فسبحان الله العلي العظيم .
د- الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد.
ورد في هذا الكتاب([15]) ضمن أخبار عام 695 للهجرة: (( وفي السنة المذكورة ، أعني سنة خمس وتسعون وقع في اليمن مطر عظيم عام ، وكان برد عظيم قتل عدة أغنام ونزلت بردة عظيمة كالجبل الصغير ، لها شرفات تزيد كل واحدة منها على ذراع ، فوقعت في مفازة بيت بلد سيحان والراحة ، فغاب في الأرض أكثرها وبقى بعضها ظاهراً على الأرض فكان يدول حولها عشرون رجلاً لا يرى بعضهم بعضاً )) .
هذا النص يعضد النص السابق الذي يتحدث عن نزول بردة عظيمة في راحة بني شُرَيف ، أي في مركز الحرجة الحالي ، ويبدو أنها وقعت في مفازة بين بلد سنحان وراحة بني شُرَيف ؛ لأن كلمة سيحان الواردة في النص تصحيف لكلمة سنحان التي تمثل إحدى قبائل قحطان الحالية ، وتقع بلادهم إلى الجنوب من مركز الحرجة .
* المصادر والمراجع :
([1])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 119 و120.
([2])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 121و 122.
([3])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 123.
([4])- المقصود هنا بالشام جهة الشمال حيث أن بلاد شريف وبني سنحان تقع إلى الشمال اليمن .
([5])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 194 و195.
([6])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 196 إلى 201 .
([7])- سيرة الإمام أحمد بن سليمان 532 ــ 566 هــ , ص 200 .
([8])- سنورد هنا بعض معاني القصيدة ليتضح معناها , الرهوة : المكان المتسع البارز , القو : اسم موضع ببلد وادعة همدان (ظهرا الجنوب ) , نثو : اسم جبل ببلد وادعة , كأ برد : الأبرد هو النمر لا يضحى ولا يشبع أي كثير الهجوم على الفرائس وكثير الأكل منها وهي كنايه عن قتل عدد كبير من الأعداء .
([9])- الربعي مفرح بن أحمد ، سيرة الأميرين الجليلين الشريفين الفاضلين القاسم ومحمد ابني جعفر بن الإمام القاسم بن علي العياني – نص تاريخي يمني من القرن الخامس الهجري ، ص 121 .
([10])- بن القاسم يحي من الحسن ، غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ، ص 403 .
([11])- الخزرجي ، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ، ص 407 .
([12])- نفس المصدر ، ص 240 .
([13])- نفس المصدر ، ص 240 .
([14])- المصدرالسابق ، ص 694 .
([15])- الزبيدي عبد الرحمن بن علي بن محمد ، الفضل المزيد على بغية المستفيد أخبار زبيد ص 93 .
ارجو التثبية
والردود
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى